مخاطر ارتداء العدسات اللاصقة أثناء النوم
تعد العدسات اللاصقة من الوسائل الشائعة لتصحيح الرؤية لدى العديد من الأشخاص حول العالم. توفر العدسات اللاصقة بديلاً مريحًا للنظارات وتمنح المستخدمين حرية أكبر في الحركة والمظهر. لكن، على الرغم من فوائدها الكثيرة، إلا أن ارتداء العدسات اللاصقة أثناء النوم يمكن أن يعرض العين للعديد من المخاطر الصحية التي قد تؤدي إلى مشاكل خطيرة في العين والرؤية على المدى الطويل.
في هذا المقال، سنتناول أبرز المخاطر المرتبطة بارتداء العدسات اللاصقة أثناء النوم وكيفية تجنبها للحفاظ على صحة العين. يعد التعرف على هذه المخاطر أمرًا بالغ الأهمية لضمان الاستخدام الآمن للعدسات اللاصقة وعدم تعريض العينين للضرر.
1. نقص الأوكسجين في العين
تحتاج العين إلى كمية كافية من الأوكسجين للحفاظ على صحتها ووظائفها الطبيعية. العدسات اللاصقة، خاصة تلك التي لا تسمح بمرور الأوكسجين بكفاءة، قد تتسبب في تقليل الأوكسجين الذي يصل إلى القرنية. عند ارتداء العدسات أثناء النوم، تكون العين في حالة مغلقة لفترة طويلة، مما يزيد من احتمالية نقص الأوكسجين في القرنية.
القرنية، وهي الجزء الشفاف من العين الذي يغطي قزحية العين، لا تحتوي على أوعية دموية وبالتالي تعتمد بشكل كامل على الأوكسجين الذي يصل إليها من خلال الهواء مباشرة. عندما يتم حجب هذه العملية بسبب العدسات، يمكن أن يحدث تهيج في العين، وقد تتعرض الأنسجة للضرر نتيجة نقص الأوكسجين، مما يزيد من خطر الإصابة بعدوى أو تلف دائم.
2. زيادة خطر الإصابة بالتهاب العين
تعد العدوى أحد أبرز المخاطر التي قد تحدث عند ارتداء العدسات اللاصقة أثناء النوم. تتسبب العدسات في جذب الأوساخ، الجراثيم، والميكروبات الموجودة في الهواء، خاصة إذا كانت العدسات غير معقمة بشكل صحيح أو إذا كانت ترتدى لفترة طويلة. عندما يتم ارتداء العدسات أثناء النوم، تكون العين معرضة للبكتيريا والفيروسات لفترة أطول من المعتاد، ما يزيد من خطر الإصابة بالتهاب الملتحمة (العين الوردية) أو التهابات أكثر خطورة مثل التهاب القرنية.
يُعد التهاب القرنية من الحالات التي قد تؤدي إلى تلف دائم في العين إذا لم يتم معالجتها بشكل سريع وفعال. في بعض الحالات، قد تحتاج إلى علاج بالمضادات الحيوية أو مضادات الفطريات، وقد يتطلب الأمر في الحالات الحادة إجراء جراحة.
3. جفاف العين
تعد مشكلة جفاف العين من المضاعفات الشائعة عند ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة، وخاصة أثناء النوم. عادةً ما يقوم الشخص في أثناء النوم بغلق جفونه بشكل كامل، مما يقلل من قدرة العين على إفراز الدموع التي تحافظ على ترطيب العين. العدسات اللاصقة نفسها قد تمتص بعض هذه الدموع مما يؤدي إلى تفاقم الجفاف.
عندما لا يتم ترطيب العين بشكل كافٍ أثناء ارتداء العدسات في الليل، قد يشعر الشخص في اليوم التالي بجفاف، حكة، واحمرار في العين. في الحالات الحادة، قد يؤدي جفاف العين المزمن إلى مشاكل صحية طويلة الأمد، بما في ذلك تلف الغشاء الدمعي، مما قد يتسبب في ضعف الرؤية.
4. التعرض لمشاكل في الرؤية
قد يتسبب ارتداء العدسات اللاصقة أثناء النوم في تغيير شكل العدسة أو وضعها داخل العين. على الرغم من أن العدسات اللاصقة صممت لتكون مريحة وآمنة عند استخدامها في الظروف الطبيعية، فإن النوم بها يعرض العين لضغط إضافي مما قد يؤدي إلى تحرك العدسة عن مكانها الطبيعي. هذا الأمر قد يؤثر على الرؤية بشكل مؤقت أو دائم في بعض الحالات.
إذا كانت العدسات غير موضوعة بشكل صحيح أو كانت قد تعرضت لتمزق بسبب النوم بها، قد يعاني الشخص من تشوش في الرؤية أو صعوبة في تمييز الألوان. في الحالات الأكثر تطورًا، قد يؤدي ذلك إلى مضاعفات طويلة الأجل مثل تغيرات في شكل القرنية.
5. خطر تكوّن العدسات على العين
من أخطر الأمور التي قد تحدث نتيجة النوم بالعدسات اللاصقة هو تكوّن طبقة لزجة على العدسات، وهي عبارة عن تراكم الدهون، البروتينات، والمواد الأخرى التي توجد في الدموع. هذه الطبقة قد تكون بيئة مثالية لتكاثر الجراثيم والميكروبات، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى. كما أن هذه الطبقة قد تسبب تهيجًا في العين عند محاولة إزالة العدسات.
علاوة على ذلك، قد يؤدي تراكم هذه المواد إلى إعاقة تدفق الأوكسجين إلى العين، مما يؤدي إلى المزيد من المشاكل المرتبطة بالتهاب العين وجفافها. إذا لم يتم العناية بالعدسات بشكل صحيح وإزالة هذه التراكمات بانتظام، فقد يعاني الشخص من مشاكل صحية دائمة في العين.
6. زيادة احتمالية الإصابة بالزرق (الجلوكوما)
يعد الزرق من الأمراض الخطيرة التي تصيب العين، والتي تحدث عندما يتراكم السائل داخل العين ويؤدي إلى زيادة الضغط على العصب البصري. في بعض الحالات، قد يؤدي ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة أو أثناء النوم إلى زيادة الضغط داخل العين، مما يزيد من احتمال الإصابة بهذا المرض. الزرق يمكن أن يسبب تلفًا دائمًا في العصب البصري ويؤدي إلى فقدان الرؤية إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه مبكرًا.
عند ارتداء العدسات أثناء النوم، يصبح السائل داخل العين أقل قدرة على التصريف بشكل طبيعي، مما يرفع الضغط داخل العين. لذلك، يجب أن يكون الشخص حذرًا من ارتداء العدسات لفترات طويلة أو أثناء النوم لتجنب زيادة هذه المخاطر.
7. ظهور التورم والتهيج في القرنية
عندما يتم ارتداء العدسات اللاصقة أثناء النوم، قد يؤدي ذلك إلى حدوث تورم في القرنية بسبب تقييد وصول الأوكسجين والسوائل إلى العين. يمكن أن يتسبب هذا التورم في الشعور بالألم، الحساسية للضوء، أو حتى فقدان مؤقت للرؤية. التورم المزمن في القرنية قد يتسبب في فقدان مرونة الأنسجة، مما يؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد في الرؤية.
عند حدوث هذه التورمات، تكون القرنية أكثر عرضة للإصابة بالعدوى أو التمزق. وقد تتفاقم هذه المشكلات مع مرور الوقت إذا استمر الشخص في ارتداء العدسات أثناء النوم.
الخاتمة
يعد ارتداء العدسات اللاصقة أثناء النوم سلوكًا محفوفًا بالمخاطر ويجب تجنبه قدر الإمكان للحفاظ على صحة العين. على الرغم من أن العدسات اللاصقة توفر راحة كبيرة للكثير من الأشخاص في حياتهم اليومية، فإن ارتداءها لفترات طويلة أو أثناء النوم يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل جفاف العين، العدوى، التورم، وأضرار دائمة في الرؤية. لذلك، من الضروري اتباع التعليمات الخاصة باستخدام العدسات اللاصقة، وعدم النوم بها إلا إذا كانت مخصصة لذلك. في حالة وجود أي مشكلة أو شعور بعدم الراحة أثناء استخدام العدسات، يجب مراجعة طبيب العيون فورًا لتجنب المضاعفات.
